كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أمر الله نبيه ألا يكترث للضعاف والجبناء ومرضى القلوب، وأن يتصدى لمقاتلة الفتانين والمعتدين حتى يكسر شوكتهم ويفُلّ حدَّهم {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا...} والرجاء هنا من جند الله في جنب الله، وختام الآية يشير إلى أن بأس الكافرين شديد وأذاهم بالغ، ولكن الله أكبر {والله أشد بأسا وأشد تنكيلا}. ومن شاء انضم إلى الرسول والمؤمنين فقوى ظهرهم ونصر الحق معهم، وهذا الانضمام يسمى شفاعة، لأن المؤيد يجئ إلى الوتر فيجعله شفعا، وإلى الواحد المنعزل فيصيران اثنين قويين، وهذا معنى الآية {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا} أي مجازيا أو مقتدرا. وأمر الله المؤمنين أن يرقبوا مواقف الناس في هذه المعارك فمن حاسنهم حاسنوه، واستقبلوه ببشاشة تدل على حبهم للسلام {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها..}. ولا بأس أن تكون الآية في سائر التحيات المتبادلة، وقد كان المسلمون يسلمون على الناس كلهم، ويردون بالسلام على من حياهم، حتى حرَّف اليهود الكلمة، فجعلوها السام عليكم فأمر المؤمنون أن يكون الرد: وعليكم.. فيستجيب الله فيهم ولا يستجيب منهم! ويظهر لى أن ذلك موقف خاص، والآية على عمومها، ومن كرم الإسلام وأمته أن يحيوا الآخرين تأليفا لقلوبهم وإعلانا عن مبدئهم وهو السلام. روى ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنه قال: من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه، وإن كان مجوسيا فإن الله يقول: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}. ورد الشعبى على نصرانى سلم عليه، فقال: وعليك السلام ورحمة الله، فقيل له في ذلك فقال: أليس في رحمة الله يعيش؟. ثم ذكر القرآن الكريم بعدئذ المنافقين، وحدد الموقف منهم. والمنافقون في هذا السياق ليسوا جماعة من أهل المدينة يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر كعبد الله ابن أبى وشيعته. بل هم قبائل بعيدة، أو دول أجنبية بتعبير عصرنا، يتظاهرون بموالاتنا ونصره قضايانا، ويكيدون لنا في الخفاء، ويعبثون بنا، وقد انخدع بعض المؤمنين بظاهرهم حتى كشف الوحى حقائقهم فقال جل شأنه: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا}. لماذا تنقسمون على رأيين في هؤلاء الناس؟ وقد افتضحت بواطنهم {أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا}. ثم فصلت الآيات أصناف هؤلاء البعداء، فأوضحت أن منهم فريقا يود لنا العنت، ويتمنى أن نعود كفارا وهو يتربص بنا الدوائر {فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا}. وهناك قوم محايدون، ليسوا معنا ولا ضدنا، وموقفنا من هؤلاء السلام! {فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا}! وهناك قوم مداهنون يريدون اللعب على الحبلين، فإذا تاحت لهم فرصة انتهزوها، وهؤلاء ينبغى أن نكون معهم صارمين {ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم..}. وظاهر أن مقاتلة هؤلاء ليست على دخول الإسلام بل على التزام الحياد الدقيق بين المسلمين وخصومهم. فإذا تبين خَبْؤُهم، وبدا عدوانهم فلا معنى للسكوت عليهم، ولذلك قيل في حقهم: {وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا} والتقسيم الآنف يتسم بالعدالة، فنحن لا نكره الناس على ديننا، ولا نكره منهم أن يكونوا محايدين بيننا وبين عدونا ما دام الحياد صادقا شريفا. الذي نرفضه هو العدوان الصريح أو الماكر، على نحو ما قيل: لست بخِبِّ ولا الخِبُّ يخدعني... ثم ذكرت السورة بعد ذلك الحكم في القتل الخطأ والعمد، وكأن هذا الذكر نتيجة مقدمة لجريمة القتل التي تورط المسلمون فيها وهم يجاهدون في سبيل الله، فقد حدث في إحدى المعارك أن أحدق المسلمون بخصومهم، فخرج رجل من بينهم يعلن إسلامه، فظنوه مخادعا يريد النجاة بنفسه، ويلقى السلام وهو كاذب، فقتله أسامة بن زيد. فلما اطلع الرسول على ما حدث حزن حزنا شديدا، وعنف أسامة على مسلكه قائلا له: كيف أنت بلا إله إلا الله التي نطق بها؟ قال أسامة: إنما قالها خوفا من السلاح، فرد عليه الرسول: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها خوفا أم لا؟. قال أسامة: فما زال رسول الله يلومنى حتى وددت أنى لم أكن أسلمت إلا يومئذ!! ونزلت الآية {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا}. والواقع أنه من الخطأ أن يكون الرجل مؤمنا ويبقى بين ظهرانى الكافرين! يجب أن يلتحق بدار الهجرة، حتى يعين في بناء الدولة الجديدة، ويتحمل مع إخوانه المسلمين أعباء المستقبل المنشود. إن بقاءه مستخفيا بعقيدته قد يلحق به الأذى، وقد يستحق به حكم المستضعفين الذين ذكرتهم الآيات بعد {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان..} الخ. والهجرة بالعقيدة طريق الأمان والنصر، وباب إلى غد أفضل وأسعد!. ليس هناك أذل ممن يقبل الدنية في دينه ودنياه لالتصاقه بتراب ولد عليه، وقد وعد الله المهاجرين بالمستقبل الأرغد، والخير الكثير في الدنيا والآخرة. والحق أن غيرنا تحرك على سطح الأرض فعمرها وملكها، وترك عليها عقيدته ولغته. والمسلمون أولى بالتنقل في أرض الله، كى ينشروا رسالتهم، ويصلوا الخلق بخالقهم. ذلك ومع التنقل والأسفار يمكن قصر الصلوات المكتوبة، وقد نزلت في ذلك الآية {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا..}. والظاهر أن هذه الآية وما بعدها في صلاة الخوف، أي عند الاشتباك مع الأعداء، أما القصر في السفر فحكمه مقرر من نصوص أخرى، ويمكن في علم الفقه الوقوف على الأحكام الكثيرة الخاصة بالموضوع..
وقد فصلت الآية التالية حكم الصلاة في أثناء الحروب {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم..} الخ. وجمهور الفقهاء على أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو الإمام، وأن المسلمين يصلون خلفه بالتتابع... والذى أميل إليه أن هذا الحكم خاص بالرسول وصحابته، فليس من السائغ أن يؤم المسلمين أحد وهو موجود.. أما في هذا العصر مثلا فإن تعدد الأئمة سهل، وقد اختلفت أساليب القتال، ومن الممكن أن تتعدد الجماعات، والقيادات دون خوف على دين أو دنيا. ولعل ذلك الفهم يشهد له قوله تعالى: {وإذا كنت فيهم..}، وما أقوله اجتهاد أرجو أن يكون صحيحا، فليس بلازم أن يرتبط مليون مقاتل في الجبهة بإمام واحد في صلواتهم كلها مضت سورة النساء تصف ضعفاء الإيمان ومرضى القلوب فذكرت قصة من غرائب ما تناوله الوحى الإلهى، قصة رجل لين الدين ميت الضمير ينتمى إلى الإسلام دون أن يشرب حبه أو يحترم حدوده... ارتكب هذا المرء جريمة سرقة، وإخفاء لآثارها ذهب بالمسروق إلى جار يهودى كى يخفيها عنده! وجاء قفاة الأثر فشعروا بأن التهمة محصورة بين البيتين. وأخيرا استخرجوها من بيت اليهودى الذي قال- وهو صادق- إن طعمة- اسم السارق- أودعها عنده!. وأنكر طعمة وزعم أن اليهودى هو السارق! وجاء قومه- وهم يعلمون إجرام صاحبهم- فدافعو عنه، واستغلوا أن المتهم يهودى من أعداء الإسلام. فألصقوا الجريمة به. وحسب النبي عليه الصلاة والسلام أن طعمة وقومه صادقون! وكأنه مال إلى إدانة اليهودى، وتبرئة المنتمى إلى الإسلام إحسانا للظن به... ونزل الوحى الأعلى يقول: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما}. فمنعه أن يكون مدافعا عن الخونة الآثمين، وأن يصدقهم في اتهام يهودى برئ!!
ويقول للرسول آخر الأمر {ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم}. وقال معلقا على أحداث القضية نفسها {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا}. وعرض التوبة على الخاطئ قائلا: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}. وفى تآمر أهل المجرم على طمس الحقيقة، وتضليل العدالة يقول: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس....} ويقول: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. ذلك كله لإحقاق الحق وإبطال الباطل وإنصاف رجل من خصوم الإسلام وإثبات براءته من تهمة تتضافر القرائن على إلصاقها به.!! ما أعظم الإسلام...! وبعد سرد هذه القصة اتجه الوحى إلى طائفة أخرى من الناس لا تزال تعيش في المدينة إنها بقايا الوثنية المدبرة، إنهم العرب الذين لما يهجروا بعد عبادة الأصنام، فقال في حسم {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا}. والشرك فساد نفسى وعقلى يهدر كل قيمة للإنسان. والمقصود به تسوية المخلوق بالخالق، في العبادة والدعاء والتحكيم والاستمداد والرجاء.. الخ. إذ الموحد الحق لا يسلم وجهه إلا إلى الله، ولا يفوض إلا إليه، ولا يرجع في حل أو حرمة إلا إلى شرعه، وهو مستريح إلى وعد الله ووعيده فلا يكترث بغيرهما من رغبة أو رهبة بعيدة الصلة بالله. أما غير الموحدين فتصرفهم في ميادين الحياة أمانى خادعة، ووعود كاذبة تجعلهم يجرون وراء السراب! ويضيعون أعمارهم سدى {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}. والمباهاة بالأديان لا تجدى أصحابها فتيلا، المهم هو العمل الصادق والسلوك الراشد.
وفى عصرنا هذا- كما يقول محمد عبده- يوجد من يتحدث عن الإسلام فيثنى عليه أعظم الثناء يقول: أي دين أصلح إصلاحه؟ أي دين أرشد إرشاده؟ أي شرع كشرعه في اكتماله؟. فإذا سئل الواحد منهم: ماذا فعل للإسلام؟ وبماذا يمتاز على غيره من أتباع الأديان الأخرى لا يحير جوابا.. وردعا لقائلين غير فعالين يقول الله تعالى: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا}. ومن الفتن المزعجة في هذه الأيام العجاف أن نرى اليهود متشبثين بشرائعهم الدينية يلبس أحدهم قلنسوة الصلاة ويمرق بها في أكثر الميادين زحاما ليؤدى شعيرته. أما المسلمون فأغلب ساستهم لا يحرص على أوقات الصلاة، إلا من عصم الله وعادت السورة بعدئذ إلى ما بدأت به وهو العلاقات الأسرية، فنبهت إلى الصبغة العامة لهذه العلاقات، وهى العدالة والإصلاح {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما}. وقد تحدث صدر السورة طويلا عن اليتامى، وأطال هنا في الكلام عما قد يقع من تنافر بين الزوجين، فندب إلى الإصلاح ومقاومة شح النفس والتزام الإحسان، والتقوى والعدل في حدود الطاقة.. فإذا تنافر الود وانكسرت الزجاجة وعزَّ الإصلاح فليلتمس كلا الطرفين ما يعوضه من فضل الله {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما}. وخزائن الله لا تنفد، فلا تسئ الظن بالمستقبل إن فاتك الحاضر وتشبث بالتقوى والطاعة {ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا}. وتكررت هذه الجملة ثلاث مرات في سياق متقارب لتمنع اليأس وتصلح بال كلا الزوجين إذا حكمت الأقدار عليهما بالفرقة..!
ثم أكدت قيام الأسرة على العدالة، بل قيام المجتمع كله على القسط والإنصاف في آية جامعة {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين...}. والقيام بالقسط ليس شريعة بدأ بها الإسلام، إنه شريعة الأنبياء كلهم {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط}. وهذا سر مجئ الآية التالية {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل...}. إن الجور داخل البيت فتنة كبيرة سيئة الأثر على الزوجين والأولاد جميعا، والبيت المضطرب يشيع البلاء في البيئة كلها... إن سورة النساء استعرضت طوائف المجتمع، ولم يقف الحديث فيها عند شئون الأسرة وحدها فالعنوان خاص وموضوع السورة عام. وقد رأينا كيف تناول القرآن الكريم مواقف المنافقين، وكيف كشفها وحذر منها... وقبل أن تنتهى السورة عاد إلى القوم لينكل بهم ويحذر منهم في شأن مهم! المؤمن الحق يوقر كلام ربه، ويوفر له جوا من الاحترام والمهابة، ويقاطع المجالس التي تنال منه وتتجرأ عليه.. ويعالن أصحابها بالهجران والرفض... ولكن أصحاب القلوب الفارغة من اليقين لا يبالون بالجلوس حيث يهان الوحى وتلمز أحكامه! وفى هؤلاء نزل قوله تعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا..}. مهما كان جانب العدو عزيزا فلا تتزلف إليه، ولا تهادنه على حساب دينك وكرامته. إن المنافقين وحدهم هم الذين لا يبالون بإهانة الحق وتجريح رجاله {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم...}. ومؤامرات المنافقين لاحقت الإسلام طوال أيام البعثة فلا عجب إذا تكرر الرد عليها وطال التصدى لها.